متى يستقر النظر بعد عملية الليزر


النظر هو أحد الحواس الخمس التي يمتلكها الإنسان، وهو الحاسة التي تمكنه من رؤية الأشياء والتفاعل معها. النظر يعتمد على عملية معقدة تتضمن العين والمخ والأعصاب. العين هي العضو الذي يستقبل الضوء القادم من البيئة ويحوله إلى إشارات عصبية تنقل إلى المخ، الذي يقوم بتحليلها وتفسيرها. العين تتكون من أجزاء مختلفة، منها القرنية والعدسة والشبكية والعصب البصري. القرنية هي الطبقة الشفافة الخارجية التي تغطي العين وتساعد في تركيز الضوء على الشبكية. العدسة هي الجزء الشفاف الذي يقع خلف القرنية ويعمل على ضبط البؤرة والتكيف مع مسافات الرؤية المختلفة. الشبكية هي الغشاء الحساس للضوء الذي يبطن الجزء الخلفي من العين ويحتوي على خلايا مختصة تسمى الضوئيات والعصيات، التي تحول الضوء إلى إشارات عصبية. العصب البصري هو الحبل العصبي الذي يربط الشبكية بالمخ وينقل الإشارات العصبية إليه.


بعض الأشخاص يعانون من مشاكل في النظر، مثل قصر النظر أو طول النظر أو الانحراف أو الاستجماتيزم، وهذه المشاكل تحدث نتيجة لخلل في شكل أو وظيفة أحد أجزاء العين، مما يؤثر على قدرتها على تركيز الضوء على الشبكية بشكل صحيح. هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى استخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة لتحسين النظر. ولكن هناك بديل آخر لهذه الحلول، وهو عملية تصحيح النظر بالليزر، وهي عملية جراحية تهدف إلى تعديل شكل القرنية بواسطة أشعة ليزر خاصة، لتصحيح مشاكل النظر والتخلص من الحاجة إلى النظارات أو العدسات. في هذا المقال، سنتعرف على فوائد وأخطار ومعلومات هامة عن هذه العملية.

فوائد عملية تصحيح النظر بالليزر:

عملية تصحيح النظر بالليزر تقدم العديد من الفوائد للمرضى الذين يعانون من مشاكل في النظر، ومنها:

  1. تحسين النظر والرؤية بشكل كبير ودائم، حيث يمكن أن تصل نسبة النجاح في هذه العملية إلى 95%¹.
  2. التخلص من الحاجة إلى ارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، وبالتالي توفير المال والوقت والجهد والتخلص من الإزعاج والمضاعفات المحتملة المرتبطة بها.
  3. تحسين الثقة بالنفس والرضا عن المظهر والشعور بالحرية والراحة والاستقلالية.
  4. تحسين القدرة على ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والمهنية والترفيهية بدون قيود أو عوائق.
  5. تحسين الصحة العامة للعين والوقاية من بعض الأمراض والمشاكل التي قد تصيبها بسبب استخدام النظارات أو العدسات، مثل الالتهابات والجفاف والحساسية والعدوى والجروح والخدوش.

أخطار عملية تصحيح النظر بالليزر:

عملية تصحيح النظر بالليزر تحمل بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة، ولكنها نادرة وغير شائعة، ومنها:

  1. حدوث تهيج أو التهاب أو نزيف أو عدوى في العين بعد العملية، وهذه الحالات تحتاج إلى علاج طبي سريع ومناسب.
  2. حدوث تغيرات في شكل القرنية أو تلف فيها أو تندب فيها أو تورم فيها أو تقشر فيها أو تنميل فيها أو جفاف فيها، وهذه الحالات قد تؤثر على النظر والرؤية وتحتاج إلى متابعة طبية مستمرة وربما إلى عمليات إضافية.
  3. حدوث مشاكل في الرؤية أو الإبصار بعد العملية، مثل ضعف النظر أو تشوش النظر أو تحول النظر أو تغير النظر أو تضارب النظر أو توهج النظر أو حلقات النظر أو حساسية النظر أو جفاف النظر، وهذه المشاكل قد تكون مؤقتة أو دائمة وتحتاج إلى تعديل أو تصحيح أو علاج.
  4. حدوث تفاعلات سلبية مع بعض الأدوية أو العوامل البيئية أو الحالات الصحية.

متى يستقر النظر بعد عملية الليزر

بعد عملية تصحيح النظر بالليزر، قد يستغرق النظر بعض الوقت ليستقر ويصل إلى الحالة المثالية. هذا الوقت يختلف من شخص إلى آخر، ويتأثر بعوامل مختلفة، مثل:

  1. نوع ودرجة مشكلة النظر التي تم تصحيحها.
  2. نوع ودقة الليزر المستخدم في العملية.
  3. حالة العين والقرنية قبل وبعد العملية.
  4. التزام المريض بالتعليمات والإرشادات الطبية بعد العملية.
  5. حدوث أي مضاعفات أو مشاكل أو تفاعلات بعد العملية.

بشكل عام، يمكن تقسيم فترة استقرار النظر بعد العملية إلى ثلاث مراحل:

  1. المرحلة الأولى: وهي المرحلة الأولى بعد العملية، وتستمر لمدة يومين إلى أسبوعين. في هذه المرحلة، يكون النظر غير واضح أو مشوش أو متقلب، وقد يحدث بعض الانزعاج أو الحساسية أو الجفاف أو الاحمرار أو الانتفاخ في العين. هذه الأعراض طبيعية وتختفي تدريجياً مع العناية والمتابعة الطبية. ينصح المريض بعدم قيادة السيارة أو ممارسة الأنشطة الشاقة أو التعرض للضوء الساطع أو الغبار أو الرياح أو الحرارة أو البرد أو الرطوبة أو العوامل المهيجة للعين في هذه المرحلة.
  2. المرحلة الثانية: وهي المرحلة التي تلي المرحلة الأولى، وتستمر لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر. في هذه المرحلة، يبدأ النظر في التحسن والاستقرار، ويصبح أكثر وضوحاً وثباتاً. قد يحدث بعض التغيرات الطفيفة في النظر بسبب التئام القرنية وتكيف العين مع الحالة الجديدة. ينصح المريض بمتابعة الطبيب بانتظام وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من سلامة العين والنظر. يمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية وممارسة الأنشطة اليومية والرياضية بحذر واحتراز.
  3. المرحلة الثالثة: وهي المرحلة النهائية، وتستمر لمدة ستة أشهر إلى سنة. في هذه المرحلة، يكون النظر قد استقر تماماً ووصل إلى الحالة المطلوبة والمرضية. لا يحدث أي تغيرات كبيرة في النظر بعد هذه المرحلة، إلا في حالات نادرة واستثنائية. ينصح المريض بالاستمرار في العناية بصحة عينيه والحفاظ على نظافتهما وترطيبهما وحمايتهما من العوامل الضارة. يمكن للمريض الاستمتاع بنظره الجديد والتخلص من النظارات أو العدسات إلى الأبد.

أحدث أقدم