قبل قراءة القصة ننوه أن القصة من وحي الخيال ولا تمت للواقع بأي صلة والأسماء الواردة في القصة خيالية وأي تشابه في الواقع غير مخطط له ومجرد صدفة
كان ادم ومحمود اخوين يعيشان في مزرعة صغيرة بعيدا عن السكان، في وسط الصحراء. كانا يحبان بعضهما البعض كثيرا، وكانا يساعدان والدهما في العناية بالمحاصيل والحيوانات. كانا يحلمان بالسفر إلى المدن الكبيرة ورؤية العالم، لكنهما لم يجدا فرصة لذلك.
عندما كبرا، تزوجا من فتاتين من قرية قريبة، وأنجبا أطفالا. ادم تزوج من سارة، ومحمود تزوج من نور. كانت سارة ونور صديقتين منذ الطفولة، وكانتا سعيدتين بالزواج من الاخوين. انتقل ادم وسارة إلى مزرعة أخرى، بينما بقي محمود ونور في المزرعة الأصلية مع والدهما.
مرت السنوات، وظلت العلاقة بين الاخوين جيدة، لكنهما لم يتمكنا من زيارة بعضهما كثيرا، بسبب المسافة والانشغال. كان ادم يعمل بجد لتوسيع مزرعته وزيادة دخله، وكان محمود يعاني من جفاف الأرض ونقص المياه. كان ادم يرسل بعض المال والمساعدات إلى محمود، لكنه لم يكن كافيا لتحسين وضعه.
في يوم من الأيام، تلقى ادم خبرا مفجعا. كان محمود ونور ووالدهما في طريقهم إلى السوق، عندما انفجرت عبوة ناسفة على جانب الطريق، وقتلتهم جميعا. كان الانفجار جزءا من هجوم إرهابي استهدف القرى النائية. انهار ادم من الحزن، وسارع إلى المزرعة لمواساة أطفال محمود ونور، الذين نجوا من الحادث لأنهم كانوا في المدرسة.
وصل ادم إلى المزرعة، ووجد أنها محاطة بالجنود والشرطة. توقف عندهم، وسألهم عن السبب. أخبروه أنهم يبحثون عن مشتبه به في الهجوم، وأنهم وجدوا أدلة تشير إلى أنه كان يختبئ في المزرعة. ادم لم يصدق ما يسمع، وطلب منهم أن يدخلوه إلى الداخل. وافقوا على ذلك، بعد أن تأكدوا من هويته.
دخل ادم إلى المزرعة، وشعر بصدمة كبيرة. وجد في غرفة محمود ونور صورا وخرائط وأسلحة ومتفجرات. وجد أيضا رسالة مكتوبة بخط محمود، تقول:
"أخي العزيز ادم،
أعلم أنك ستندهش من ما تراه، وأعلم أنك ستحزن علي، لكني أرجوك أن تسمعني. لقد كنت طوال حياتي مظلوما ومهانا ومقهورا. لم أجد في هذه الحياة سوى الفقر والجوع والعطش والمرض والحرب. لم أر في هذه الدنيا سوى الظلم والفساد والاستبداد والاستعمار. لم أحظ في هذا الوطن سوى بالاهمال والتهميش والاضطهاد والقمع. لم أجد في هذا الدين سوى الخوف والتخلف والتطرف والتشدد.
لذلك قررت أن أنضم إلى حركة الجهاد، التي تنادي بالحرية والعدالة والشرف والكرامة. قررت أن أقاتل في سبيل الله، وأن أضحي بحياتي لإقامة الخلافة ، التي تحكم بشريعة الله. قررت أن أنفذ عملية ، وأن أقتل أكبر عدد ممكن من العملاء . قررت أن أدخل الجنة.
أخي العزيز، أنا آسف لأني لم أخبرك بشيء من هذا، لكني خفت أن تمنعني أو تخونني. أنا آسف لأني جرحتك وأحزنتك، لكني أعدك أنك ستفهمني يوما ما. أنا آسف لأني سحبت نور ووالدي إلى هذا المصير، لكنهما كانا موافقين على ذلك، وكانا يشاركانني نفس العقيدة والهدف. أنا آسف لأني تركت أطفالي يتيمين، لكني أثق فيك أن تعتني بهم وتربيهم على الخير والصلاح.
أخي العزيز، أنا أحبك كثيرا، وأنت أعز ما أملك في هذه الدنيا. أرجوك أن تسامحني على كل ما فعلته، وأن تدعو لي بالرحمة والمغفرة. أرجوك أن تتبعني في هذا الطريق، وأن تلحق بي في الجنة. أرجوك أن تكون فخورا بي، وأن تقول للناس أن أخاك محمود هو شهيد.
وداعا أخي العزيز، وإلى اللقاء في الفردوس الأعلى.
"محمود"
النهاية